قوله عز وجل:{سَرْمَدًا} مفعول به ثان، لأن الجعل هنا بمعنى التصيير. وقد جوز أن يكون بمعنى الخلق و {سَرْمَدًا} حال.
والسرمد: الدائم المتصل، من قولهم: سردت الصوم، أي: تابعته، وقيل لأعرابي: أتعرف الأشهر الحرم؟ فقال: نعم، ثلاثة سَرْدٌ، وواحدٌ فردٌ (٤). والميم مزيدة، ووزنه (فعمل) ونظيره في كون الميم زائدة: دُلَامِص للبَرَّاق من الدروع، بشهادة قولهم: دَلِيص ودِلَاص، وقد دَلَصَتِ الدرعُ (٥).
وقوله:{لِتَسْكُنُوا فِيهِ}: الضمير في قوله: {فِيهِ} لليل. وقيل:
(١) جامع البيان ٢٠/ ١٠٠ - ١٠١. (٢) القول هنا للمهدوي كما في القرطبي الموضع السابق. (٣) انظر هذا الوجه في التبيان ٢/ ١٠٢٤. (٤) الصحاح (سرد). (٥) الصحاح (دلص).