قوله عز وجل:{وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ}(ما) موصولة في موضع المفعول الثاني لآتينا، و {إِنَّ} وما اتصل بها إلى قوله: {أُولِي الْقُوَّةِ} صلتها، وإنما وصلت بإن وكسرت، لأن (ما) الموصولة توصل بالجملتين المبتدأ والخبر، والفعل والفاعل، ولا اختصاص لها بأحدهما.
و{مَفَاتِحَهُ}: جمع مِفْتَح بكسر الميم وهو ما يفتح به. وقيل: جمع مَفْتَحٍ بفتح الميم وهو الخزانة (٢). وقيل: جمع مفتاح، والأصل مفاتيح فحذفت الياء، وهو ما يفتح به الباب.
وقوله:{لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} الباء للتعدية، الهمزة في أناءه الحمل، أي أثقلهُ وأمالهُ، أي لَتُنِيءُ العصبةَ، أي تثقلهم. وقال أبو عبيدة: وهو من المقلوب، أي: لتنوء بها العصبة، يقال: ناء بالحمل، إذا نهض به مثقلًا، وأناء به الحمل، إذا أثقله (٣).
و{مِنَ الْكُنُوزِ} من صلة الإيتاء، و (إذ) من صلة النوء، أو من صلة محذوف، أي: بغى إذا قال، أي في ذلك الوقت، دل عليه معنى الكلام.
وقرئ:(لَيَنُوء) بالياء النقط من تحته (٤)، أي لينوء ذلك، أو المذكور.
(١) انظر هذا القول في المحرر الوجيز ١٢/ ١٨٣. (٢) كذا فسرها الفراء ٢/ ٣١٠. وأبو عبيدة ٢/ ١١٠. وانظر القولين في جامع البيان ٢٠/ ١٠٦. (٣) مجاز القرآن ٢/ ١١٠ وقد حكاه المؤلف - رحمه الله - بالمعنى. (٤) قرأها بديل بن ميسرة، كما في المحتسب ٢/ ١٥٣. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٨٨.