كان في صلة (أن) لا يعمل فيما قبله. والثاني: متعلق بمحذوف، وفيه تقديران - أحدهما: صلوا وسبحوا في بيوت من صفتها كيت وكيت. والثاني: ثابتون أو مستقرون في بيوت، على أنه خبر مبتدأ، أو المبتدأ {رِجَالٌ}، يعني على قراءة من فتح الباء (١) وهذا فيه ضعف لا بل ليس بشيء لما فيه من فك النظم وتغيير اللفظ مع ما فيه من مخالفة الجمهور.
وقوله:{يُسَبِّحُ لَهُ} قرئ: بكسر الباء على البناء للفاعل وهو {رِجَالٌ}، وبفتحها على البناء للمفعول (٢) والقائم مقام الفاعل أحد الظروف الثلاثة وهو له، أو فيها، أو بالغدو. واختلف في ارتفاع {رِجَالٌ} على هذه القراءة، فقيل: بفعل مضمر دل عليه هذا الظاهر، كأنه قيل: من يسبح؟ فقيل: يسبح له رجال، ومثله بيت الكتاب:
كأنه قيل: من يبكيه؟ فقال: يبكيه ضارع. وقيل:{رِجَالٌ} مبتدأ والخبر {فِي بُيُوتٍ}، وقد ذكر. وقيل: ارتفاعهم بالظرف على مذهب أبي الحسن، أي: في بيوت، أو فيها رجال. وقيل: هو خبر مبتدأ محذوف، أي: المسبحون رجال، والمختار الوجه الأول وعليه المحققون من أهل هذه الصناعة (٤).
وقرئ أيضًا:(تُسَبِّحُ) بالتاء النقط من فوقه وكسر الباء (٥) على تأنيث الجماعة كـ {قَالَتِ الْأَعْرَابُ}(٦).
(١) من (يسبح) وهي قراءة ابن عامر، وأبي بكر عن عاصم، والباقون على الكسر. انظر السبعة / ٤٥٦/. والحجة ٥/ ٣٢٥. والمبسوط / ٣١٩/. والتذكرة ٢/ ٤٦٠. (٢) خرجت هاتين القراءتين المتواترتين قبل قليل. (٣) تقدم هذا الشاهد كاملًا برقم (٢١٦) وخرجته هناك. (٤) انظر هذه الأوجه أيضًا في التبيان ٢/ ٩٧١. (٥) قرأها أبو حيوة كما في مختصر الشواذ / ١٠٢/. ونسبها ابن عطية ١١/ ٣٠٩ إلى يحيى بن وثاب، وهي إلى الاثنين في البحر ٦/ ٤٥٨. (٦) سورة الحجرات، الآية: ١٤.