وبالتاء وفتح الباء (١)، قيل: ووجها أن يسند إلى أوقات الغد والآصال على زيادة الباء، جعلت الأوقات مسبحة، والمراد ربها، كصِيْدَ عليه يومان، والمراد: وحشهما، ولهما نظائر في كلام القوم (٢).
والجمهور على فتح همزة (الآصَالِ)، وهو جمع أصيل، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (٣)، وقرئ:(والإيصال) بكسرها (٤)، وهو الدخول في الأصل، أي: ووقت الإيصال، فحذف المضاف.
وقوله:{عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} المصدر مضاف إلى المفعول، أي: عن ذكرهم الله، كقوله:{مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ}(٥) أي: من دعائه الخير {وَإِقَامِ الصَّلَاةِ} أي: وعن إقامة الصلاة، فحذفت التاء، لأن المضاف إليه ينوب عنها، وقد ذكر في "الأنبياء" بأشبع من هذا، فأغنى ذلك عن الإعادة ها هنا (٦)، ومثله: وعدت عِدَةً، فالتاء عوض عن الواو المحذوفة من وعد، فإن أضفت أقمت المضاف إليه مقام حرف التعويض، كقوله:
(١) قرأها أبو جعفر كما في مختصر الشواذ / ١٠٢/. والكشاف ٣/ ٧٨. (٢) انظر تعليل هذه القراءة وتوجيهها هذا في الكشاف الموضع السابق. (٣) انظر إعرابه للآية (٢٠٥) من الأعراف. (٤) قرأها أبو مجلز، وسعيد بن جبير، انظر مختصر الشواذ / ١٠٢/. والمحتسب ٢/ ١١٣. والمحرر الوجيز ١١/ ٣٠٩. (٥) سورة فصلت، الآية: ٤٩. (٦) انظر إعرابه للآية ٧٣ منها. (٧) نسب هذا الشاهد لأبي أمية الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، أو لزهير. وانظره في معاني الفراء ٢/ ٢٥٤. وجامع البيان ١٨/ ١٤٧. وشرح القصائد السبع لابن الأنباري/ ٩٧/. وإعراب النحاس ٢/ ٤٤٥. والخصائص ٣/ ١٧١. والصحاح (وعد). و (غلب). والمخصص ١٤/ ١٨٨. والكشاف ٣/ ٧٨.