وقوله:{نُورٌ عَلَى نُورٍ} خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك أو هو نور. و {عَلَى نُورٍ}: صفة لـ {نُورٌ}، والمراد تضاعيف الأنوار وكثرتها، كقولهم: فلان يضع درهمًا على درهم، أي يجمع الدراهم.
قوله عز وجل:{فِي بُيُوتٍ} فيما يتصل به {فِي} وجهان:
أحدهما:[متصل بما قبله، وفيما يتعلق به وجهان - أحدهما: ](١) متعلق بـ (توقد) أي: توقد في مساجد أذن الله أن ترفع، أي: أمره بأن تبنى، كقوله:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ}(٢) أي: يبنيها. وقيل: غير ذلك. والثاني: متعلق بمحذوف على أنه نعت لمشكاة، أو لمصباح، أو لزجاجة، أي ثابتة، أو ثابت في بيوت من صفتها كيت وكيت.
والثاني: متصل بما بعده، وفيما يتعلق به وجهان - أحدهما: متعلق بقوله: {يُسَبِّحُ}، أي: يسبح له رجال في بيوت، وفيها تكرير كرر للتأكيد، كقولك: في الدار زيد جالس فيها، وقوله:{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا}(٣)، ويُسْتَوْفَى الكلام على هذا عند قوله:{فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} بأشبع ما يكون إن شاء الله (٤)، ولا يجوز أن يتعلق بقوله:{وَيُذْكَرَ}. لكونه معطوفًا على {أَنْ تُرْفَعَ} داخلًا في صلة {أَنْ}، وما
(١) ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب) وسياق الكلام يدل عليه. (٢) سورة البقرة، الآية: ١٢٧. (٣) سورة هود، الآية: ١٠٨. (٤) انظر إعرابه للآية (١٧) من سورة الحشر.