حال من ضمير الموصول الساقط من اللفظ الثابت في المعنى، وهو كلام مستأنف، أعني:{كَمَا بَدَأْنَا}.
وقيل: هو متعلق بقوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ} على معنى: نفني السماء ثم نعيدها في الآخرة كما ابتدأنا خلقها في الدنيا، بشهادة قوله:{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}(١) أي: تفنيان ثم تعادان غير ما كانتا في الدنيا في الصورة والهيئة (٢).
وقوله:{وَعْدًا} مصدر مؤكد، لأن قوله:{نُعِيدُهُ} عدة للإِعادة، أي: وعدنا ذلك وعدًا علينا إنجازه، وأكد الوعد بقوله:{عَلَيْنَا} إعلامًا بأن وعده لا يجوز إخلافه، وهو صفة للوعد، أي: وعدًا ثابتًا.
قوله عز وجل:{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ}(من بعد) من صلة {كَتَبْنَا}، وقد جوز أن يكون من صلة {الزَّبُورِ}، لأن الزبور بمعنى المزبور، أي: المكتوب (٣). {أَنَّ الْأَرْضَ}: مفعول {كَتَبْنَا}.
وقوله:{إِلَّا رَحْمَةً} مصدر في موضع الحال من الكاف في {أَرْسَلْنَاكَ}، أي: راحمًا، أو ذا رحمة، أو مفعول له، أي: للرحمة، وفي الحديث "إنما أنا رحمة مهداة"(٤).
(١) سورة إبراهيم، الآية: ٤٨. (٢) انظر هذا القول في القرطبي ١١/ ٣٤٨ أيضًا. (٣) جوزه العكبري ٢/ ٩٢٩. (٤) بهذا اللفظ أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ١/ ١٥٧ - ١٥٨. وأخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٣٥ وصححه، وأقره الذهبي، وقبله: "يا أيها الناس إنما. . ." كما أخرجه البزار =