قوله عز وجل:{إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا} كسرت إنَّ الأولى لأنها بعد القول، وفتحت الثانية لكونها معمول {يُوحَى} القائم مقام الفاعل، و (ما) الأولى كافة أو موصولة، أي: إن الذي يوحى إلي، وأما الثانية فكافة ليس إلا.
وقوله:{فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} الاستفهام هنا بمعنى الأمر. أي: أسلموا.
وقوله:{عَلَى سَوَاءٍ} في موضع الحال من الفاعل والمفعولين جميعًا، أي: مستويين في الإعلام، لأنهم قالوا في التفسير: فقل أعلمتكم فاستوينا نحن وأنتم فيه، فتكون الحال منهما لا من أحدهما كما زعم بعضهم (١). وقيل: هو نعت لمصدر محذوف، أي: إيذانًا على سواء (٢).
وقوله:{وَإِنْ أَدْرِي}(إِنْ) هنا بمعنى (ما).
والجمهور على إسكان ياء {أَدْرِي} وهو الأصل، لأنها لام الفعل عار عن النصب، وقرئ: بفتحها (٣) على تشبيه ياء (أدري) بياء غلامي، من
= ٣/ ١١٤ من كشف الأستار. والطبراني في الصغير ١/ ١٦٨ بلفظ: "إنما بعثت رحمة مهداة" وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/ ٢٥٧: ورجال البزار رجال الصحيح. قلت: كلهم أخرجه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. وأخرجه الإمام مسلم (٢٥٩٩): "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة". - صلى الله عليه وسلم -. (١) هو مكي في المشكل ٢/ ٨٨ حيث قال: هو حال من الفاعل، وهو النبي - صلى الله عليه وسلم -. ووافق المؤلفُ صاحبي البيان ٢/ ١٦٦. والتبيان ٢/ ٩٣٠. (٢) انظر هذا الوجه في مشكل مكي، والبيان الموضعين السابقين، وقدماه على الأول. (٣) رواية شاذة عن ابن عامر. انظر المحتسب ٢/ ٦٨. والمحرر الوجيز ١١/ ١٧١ وفيه تصحيف. والبحر المحيط ٦/ ٣٤٤. ونسبها السمين الحلبي ٨/ ٢١٦ إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -