الغزل، أي: مَنْكُوثَةً، أو على أنه مفعول ثان على تضمين {نَقَضَتْ} معنى صيَّرت.
وقال أبو إسحاق: منصوب، لأنه في معنى المصدر، لأن معنى نكثت ونقضت واحد (١)، والوجه ما ذكرت لمن تأمل وأنصف (٢).
وقوله:{تَتَّخِذُونَ} حال إما من الضمير في {وَلَا تَكُونُوا}، بمعنى: ولا تكونوا مشبهين التي نقضت غزلها متخذين أيمانكم دخلًا بينكم، أي: غِشًّا وخِيَانَةً. وقيل: دَغَلًا، والدغل: الفاسد من الشيء (٣). أو من المنوي في الخبر.
و{دَخَلًا}: مفعول ثان لـ {تَتَّخِذُونَ}، وقيل: مفعول له، للدخل (٤).
وقوله:{أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ} أي: لأن تكون، أو بسبب أن تكون، و (كان) هنا تحتمل أن تكون التامة، وأن تكون الناقصة، و {أُمَّةٌ} فاعلها أو اسمها، و {هِيَ} مبتدأ، و {أَرْبَى} خبره، والجملة في موضع رفع على النعت لأمة، أو نصب بخبر كان، ولا يجوز أن تكون {هِيَ} هنا فصلًا كما زعم أهل الكوفة، لأن الاسم الأول نكرة (٥).
(١) معاني الزجاج ٣/ ٢١٧. واقتصر النحاس ٢/ ٢٢٢. ومكي ٢/ ٢٠ وابن الأنباري ٢/ ٨٣. على هذا الإعراب. (٢) تبع المؤلفُ في إعرابه هذا العكبري ٢/ ٨٠٥. واقتصر ابن عطية ١٠/ ٢٢٧. والقرطبي ١٠/ ١٧١ على كونه حالًا. وانظر الدر المصون ٧/ ٢٨١. (٣) قاله الزمخشري ٢/ ٣٤٢. وهو بمعنى الأول، انظر الصحاح (دغل). وقال ابن عطية ١٠/ ٢٢٧: والدخل الدغل بعينه. (٤) هذا قول الزجاج ٣/ ٢١٧. وحكاه عنه النحاس ٢/ ٢٢٢ دون إضافة، واقتصر عليه مكي ٢/ ٢٠ والأول للزمخشري ٢/ ٣٤٢. وقدمه أبو حيان ٥/ ٥٣١. وتلميذه ٧/ ٢٨١. (٥) ذكرت شروط إعراب ضمير الفصل عند تعليقي على الآية (٩) من الحجر. وانظر الخلاف هنا مفصلًا منسوبًا: في إعراب النحاس ٢/ ٢٢٢ - ٢٢٣.