وقوله:{إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ} اختلف في الضمير {بِهِ}، فقيل: للعهد (٢)، وقيل: للتكاثر دل عليه {أَرْبَى}(٣)، وقيل: لقوله: {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ}، لأنه في معنى المصدر (٤)، أي: إنما يختبركم بكونكم أربى لننظر أتمسكون بحبل الوفاء أم لا؟ وأحسن من هذا أن يكون الضمير للكثرة والقلة، دل عليهما معنى الآية على تأويل (ذلك)، و (ذلك) يقع على الاثنين بشهادة قوله: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}(٥).
وقوله:(وَلَيَجْزِيَنَّ الذِينَ) قرئ: بالياء النقط من تحته (٦)، حملًا على قوله:{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}، وبالنون (٧)، حملًا على قوله:{وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ}، لم يختلفوا فيه.
(١) هذا تعريف الفراء ٢/ ١١٣ والزيادة منه. وكذا حكاها عنه ابن الجوزي، والقرطبي. (٢) قاله مكي في المشكل ٢/ ٢١. وحكاه صاحب زاد المسير ٤/ ٤٨٦ عن ابن الأنباري. (٣) قاله مكي في الموضع السابق. وابن عطية ١٠/ ٢٢٧ بلفظ: يعود على الربا. وعزاه ابن الجوزي في الموضع السابق إلى سعيد بن جبير، وابن السائب، ومقاتل. (٤) قاله الزمخشري ٢/ ٣٤٢ لم يذكر غيره. (٥) سورة البقرة، الآية: ٦٨. (٦) هي قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج. (٧) قرأها أبو جعفر، وابن كثير، وعاصم. وانظر القراءتين في السبعة / ٣٧٥/. والحجة ٥/ ٧٨. والمبسوط / ٢٦٥/.