قوله عز وجل:{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} في موضع رفع بالابتداء خبره: {لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا}. وقرئ:(تدعون) بالتاء على الخطاب، أي: قل لهم يا محمد ذلك، وبالياء (١)، على الرجوع من الخطاب إلى الإخبار عن الكفار، وَهم غُيَّبٌ، ويعضده:{وَمَا يَشْعُرُونَ}.
وقوله:{وَهُمْ يُخْلَقُونَ} ابتداء وخبر.
وقوله:{أَمْوَاتٌ} خبر بعد خبر، أي: هم يُخلقون أمواتٌ أو خبرُ ابتداء محذوف، أي: هم أو هي أموات (٢).
وقوله:{غَيْرُ أَحْيَاءٍ} صفة لـ {أَمْوَاتٌ}، وهي صفة مؤكدة جيء بها لنفي المجاز، لأن [الحيَّ] قد يوصف بأنه ميت إذا لم يكن فيه انبعاث تام، أو يكون خاليًا من المعرفة التامة والتمييز (٣).
وقوله:{وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}(أَيَّانَ) معمول لـ {يُبْعَثُونَ} لا لـ {يَشْعُرُونَ} كما زعم بعضهم، لأنه بمعنى الاستفهام، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
والجمهور على فتح همزة (أَيّان) وقرئ: (إِيان) بكسرها (٤)، وهي لُغَيَّةٌ.
(١) قرأ عاصم، ويعقوب بالياء. وقرأ الباقون بالتاء. انظر السبعة / ٣٧١/. والحجة ٥/ ٥٨. والمبسوط / ٢٦٣/. والتذكرة ٢/ ٣٩٩. (٢) يعني الأصنام أو الآلهة. (٣) انظر جوابًا آخر لقوله (غير أحياء) في التفسير الكبير ٢٠/ ١٤. (٤) قرأها أبو عبد الرحمن السلمي. انظر معاني الفراء ٢/ ٩٩. وإعراب النحاس ٢/ ٢٠٨. ومختصر الشواذ / ٧٢/. والمحتسب ٢/ ٩.