فإن قلت: لم جاز إضمار الفعل بعد إن ولم يجز بعد غيره مما يجازى به؟ قلت: قيل: لأن (إن) أُمُّ حروف الشرط، ويجوز في الأصول ما لم يجز في الفروع (١).
وقوله:{حَتَّى يَسْمَعَ} أي: إلى أن يسمع، ، أي: كي يسمع، وهي من صلة قوله:{فَأَجِرْهُ}. ومعنى استجارك: طلب منك الأمان من القتل فأجره منه.
[وقوله:{ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} المأمن مَفعَلٌ من الأمن، وهو المكان الذي يأمن فيه] (٢).
وقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ} محل {ذَلِكَ} الرفع بالابتداء، والخبر {بِأَنَّهُمْ}، والإِشارة إلى الأمر بالإِجارة في قوله:{فَأَجِرْهُ}، أي: ذلك الأمر بسبب أنهم قوم جهلة لا يعلمون ما الإِسلام، وما حقيقة ما تدعو إليه، فلا بد من إعطائهم الأمان حتى يسمعوا الحق، وما أَمَر به ونهى عنه.