قوله عز وجل:{كُلَّ مَرْصَدٍ} ظرف لقوله: {وَاقْعُدُوا}، كقوله:{لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}(٣). والمرصد: موضع الرصد، وقيل: على إسقاط الجار، أي: على كل مرصد، عن أبي الحسن (٤).
قوله عز وجل:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} ارتفاع {أَحَدٌ} بفعل مضمر دل عليه ما بعده، أي: وإن استجارك أحد استجارك، ولا يرتفع بالابتداء، كما زعم بعضهم، لأن إن الشرطية من عوامل الأفعال مختصة بها (٥).
(١) قاله الزمخشري ٢/ ١٣٩. (٢) قراءة شاذة نسبت إلى عطاء، وعكرمة، وابن السميفع. انظر معاني النحاس ٣/ ١٨٥. والمحتسب ١/ ٢٨٣. والمحرر الوجيز ٨/ ١٣٢. هذا وقد اختلف في عطاء فبينما كناه ابن عطية، والقرطبي بابن يسار. كناه أبو حيان ٥/ ٨ وتلميذه السمين ٦/ ١٠ بابن السائب الكوفي. قلت: وكلاهما ممن روى القراءة، فالله أعلم. وفي معاني النحاس صحف إلى عطاء بن (سنان). فلا يلتفت إليه. (٣) سورة الأعراف، الآية: ١٦. (٤) انظر معانيه ١/ ٣٥٣. وحكاه عنه الزجاج ٢/ ٤٣٠. والنحاس ٢/ ٥. (٥) انظر في هذا أيضًا وبشكل موسع الزجاج ٢/ ٤٣١ - ٤٣٢.