قوله عزَّ وجلَّ:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} مصدران في موضع الحال، أي: متضرِّعًا وخائفًا، وقد يجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعله، إمّا من لفظه فيكون محذوفًا، وإمّا من معنى المذكور فاعرفه، فإنه يحتاج إلى أدنى تفكُّر.
و{وَدُونَ الْجَهْرِ}: عطفٌ على {تَضَرُّعًا} أي: ومتكلمًا كلامًا في ون الجهر، كقوله:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}(١).
وقوله:{بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} الغدوُّ: مصدرُ غدا، وفي الكلام حذفٌ تقديره: بأوقات الغدوّ، وهي الغَدَوات، فعبر بالفعل عن الوقت، كما تقول: أتيتك طلوعَ الشمس، وخفوقَ النجم، أي: في وقتهما.
والآصال: جمع أُصُلٍ، وأُصُل: جمع أصيل، فالآصال جمع الجمع (٢).
وقيل: الآصال: جمع أصيل، كيمين وأيمان (٣).
والأصيل: الوقت بعد العصر إلى المغرب، قيل: واشتقاقه من الأصل
(١) سورة الإسراء، الآية: ١١٠. (٢) كذا قال الزجاج ٢/ ٣٩٨. (٣) قاله الأخفش في معانيه ١/ ٣٤٤.