وقرئ:(يُمادُّونهم)(١) يُفاعلونهم، من أمددته بكذا، بمعنى: يعاونونهم.
وقوله:{فِي الْغَيِّ} من صلة {يَمُدُّونَهُمْ}، وقد جوز أن يكون متصلًا بالإِخوان، أي: وإخوانهم في الغيِّ يمدونهم، وأن يكون حالًا من ضمير المفعول وهو الهاء والميم في {يَمُدُّونَهُمْ}، أو من ضمير الفاعل.
واختلف في الضمير في قوله:{وَإِخْوَانُهُمْ}: فقيل: للشيطان، إذ المراد به الجنس، وقيل: للمشركين (٢).
وقوله:{ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} أي: لا يمسكون عن إغوائهم ولا يرحمونهم، من أقصرت عنه، أي: كففت ونزعت مع القدرة، فإن عجزت عنه قلت: قصرت، بلا ألف.
قوله عزَّ وجلَّ:{لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا} قال الفراء: العرب تقول: اجتبيت الكلام واختلقته وارتجلته، إذا افتعلته من قبل نفسك، والمعنى: هلَّا افتعلتها افتعالًا من عند نفسك، لأنهم كانوا يقولون:{إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ}(٣).
(١) نسبت إلى عاصم الجحدري. انظر إعراب النحاس ١/ ٦٢٢. والمحتسب ١/ ٢٧١. والمحرر الوجيز ٧/ ٢٣٧. (٢) الأول هو قول ابن عباس - رضي الله عنهما -، ومجاهد، وقتادة. والثاني قاله السدي. انظر جامع البيان ٩/ ١٥٩ - ١٦٠. وزاد المسير ٣/ ٣١٠ - ٣١١. (٣) في الأصل تبعًا للزمخشري ٢/ ١١١: (إن هذا إلا إفك مفترى) فأولها من الفرقان (٤) وآخرها من سبأ (٤٣). فضبطتها على آية الفرقان حيث إن الكلام على افترى، وانظر قول الفراء في معانيه ١/ ٤٥٢ مختصرًا عما هنا، وما أثبته هو من كلام النحاس في معانيه ٣/ ١٢١. والزمخشري في كشافه ٢/ ١١١.