وقوله: صَافَنَّاهم أي واقفْناهم في مركز القِتال. والصّافنُ الواقفُ. ومنه الحديثُ:"مَن سرَّه أن يَقْومَ له الرِّجالُ صُفُونًا فليتبوّأ مقْعدَه من النار" ٢.
وقال حُمَيد بْن ثَورٍ:
كأنّ سَمُومَها سَرَعَانُ نَارٍ ... إذا ما شَمْسُها صفَنَتْ صُفُونَا ٣
يُقالُ: صَفَن الفَرسُ إذا قام عَلَى ثلاث قوائم قَالَ الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} ٤.
فأمّا قَولُ الفرزْدق:
فلما تَصافَنَّا الإداوة أجهشت ... إلي عضون العَنبرَيّ الجُراضم ٥
فالتَّصَافُن: أن يُطرحَ في الإناء حَجرٌ ثُمَّ يُصَبَّ فيه من الماء ما يَغْمرُه لِئلّا يتغابنُوا يَفْعَلُون ذَلِكَ في الأَسْفار عند ضِيقِ الماء وإعوازِه. واسمُ تِلْكَ الحَصاةِ المُقْلَةُ.
بِكَفَّي مَاجدٍ لا عَيْبَ فيه ... إذا لقي الكريهة يستميت
١ الديوان /١٦٩. ٢ أخرجه البخاري في الأدب المفرد ٢/ ٤٥٣ وأبو داود ٤/ ٣٥٨ بلفظ: "من أحب أن يمتثل له الناس قياما فليتبوأ" وأخرجه الحاوي في مشكل الآثار ٢/ ٤٠ بلفظ: "من أحب أن يستجم له الرجال قياما وجبت له النار". ٣ ليس في الديوان ط دار الكتب المصرية وفيه مقطوعة على الوزن والقافية. ٤ سورة ص: ٣١. ٥ اللسان والتاج "صفن" والديوان ٢/ ٢٩٧.