حَدَّثَنِيهُ عبد العزيز بن محمد أخبرنا ابن الجنيد أخبرنا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أنبأنا كَهْمَسُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قوله: إِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمْ غَسْلَ الإِحْلِيلِ: معناه أرضاه لكم وأتقدم فيه إليكم كقول الرجل لصاحبه: أحمد اللَّه إليك أي أفضي بنعمة اللَّه إليك ٢.
ويقال معناه أحمد الله معك وحروف الصفات تتعاقب ويبدل بعضها مكان بعض كقوله عزوجل:{مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} ٣ يريد مع اللَّه.
وكقوله:{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} ٤ أي مع أموالكم.
وكان قوم من السلف لا يستعملون الماء في الاستنجاء ويرون الحجارة مجزية وكان الأنصار يستنقون بالماء ويتطهرون به فأثنى اللَّه بذلك عليهم فَقَالَ:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} ٥
قال الزهري: كانوا يتوضون المبطنة يريد غسل الباطن بالماء.
١ الفائق "حمد" "١/ ٣١٤" والنهاية "حمد" "١/ ٤٣٧". ٢ س: "أي أفضى بنعمة إليك" والمثبت في باقي النسخ. ٣ سورة آل عمران: "٥٢". ٤ سورة النساء: "٢". ٥ سورة التوبة: "١٠٨".