* وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ زياد:"أنه لما أراد أهل الكوفة على البراءة من علي, جمعهم, فملأ منهم المسجد والرَّحْبَة".
قال عبد الرحمن بن السائب:"فإني لمع نفر من الأنصار والناس في أمر عظيم، إذ هَوَّمَت تَهْوِيمَة فزَنَج شيء أَقْبَلُ طويل العنق, أهدبُ أهدلُ, فقلت: ما أنت؟ فقال: النَّقَّاد ذو الرقبة، بُعِثْتُ إلى صاحب القصر، فاستيقظت وإذا الفَالِجُ قد ضربه"١.
حدثنيه أحمد بن عبدوس، عن ابن أبي الدنيا، حدثني أبي، عن هشام بن محمد، حدثني ٢ أبو المقوم الأنصاري، عن عبد الرحمن بن السائب.
التَّهْوِيم: أن يأخذ الرجل النعاس حتى يخفق برأسه، يقال: هَوَّمَ الرجل وَتَهَوَّمَ.
وقوله: زَنَج شيء، هكذا قال ابن عبدوس بالجيم، ولست أدري ما هو، وأحسبه غلطاً, وهو بالحاء ٣ أشبه بالكلام، والزَّنْجُ: الدفع، كأنه يريد هجوم هذا الشخص وإقباله، وقد يحتمل أن يكون ذلك سَنَح، أي عرض من السُّنُوح، فغلط به ٤ بعض الرواة, فقلب السين زاياً, والأهدب: الطويل أشفار العينين.
١ تهذيب تاريخ ابن عساكر: ٤٢٤/ ٥, ونقل شرح الخطابي للحديث إلا أنه قال: "فرأيت شيئاً" بدل: "فزنج شيء". ٢ ط: "حدثنى الأنصاري". ٣ في الفائق: "هوم": ١٢٠/ ٤: زنح وسنح بمعنى, وتزنح عليَّ فلان: أي تسنح وتطاول، قال الغريب النصري: تزنح بالكلام عليَّ جهلا ... كأنك ماجد من آل بدرِ ٤ د: "فغلط فيه".