أَخْبَرَنَاهُ محمد بن هاشم أخبرنا الدبري عن عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَرٌ عَنْ سَمَّاكِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ عَنْ سُرَاقَةَ أَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ قَوْمَهُ ذَلِكَ.
قوله: استمخروا الريح: أي استقبلوها. يُقَالُ امتخر الفرس الريح إذا استقبلها يستروح ومنه مخور السفينة وهو قطعها الماء بالريح. قال اللَّه تعالى:{وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ} ٢.
قَالَ أبو عمرو بن العلاء: تقول العرب في الرجل الأحمق: إنَّهُ والله لا يتوجه تريد أَنَّهُ لا يستقبل الريح إذا قعد لحاجته وذلك أَنَّهُ إذا استدبرها وجد ريح ما يبرز منه فهو لحمقه لا يتوجه.
وَقَوْلُهُ: استشبوا على سوقكم: أي انتصبوا على سوقكم يريد: الاتكاء عليها في قضاء الحاجة ومنه شبوب الفرس وهو أن يرفع يديه ويعتمد على رجليه.
١ أخرجه ابن حاتم في علله "١/ ٣٦ – ٣٧" إلا أنه قال: "عَنْ سَمَّاكِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أبي رشدين الجندي عن سراقة بن مالك" وقال: قال أبي: إن ما يرويه موقوف. وأسنده عبد الرزاق بأخرة وهو في كنز العمال "٩/ ٣٦١" وعزاه لحرب بن إسماعيل في مسائله. ٢ سورة النحل: "١٤".