أما التقصيص فإنه التجصيص. ومنه الحديثُ في الحائض. إنّها لا تغتَسِلُ حتّى ترى القَصَّة البَيْضاء ٣
يُريد النَّقاء. وأما التَّكلِيل فمعناه بناء الكِلَل عليها وهي القِبابُ والصّوامعُ التي تُبْنَى عَلَى القبُور.
وقال الدَّبَرِيّ: قَالَ بعضهم: التكليل أن يطلى عليه شيء يُشبه القَصّةَ. قَالَ غيره: إنما هُوَ التَّكلْيِس والكِلْسُ الصّاروجُ. قَالَ عِديُّ بنُ زيد:
شَادَهُ مَرْمرًا وَجَلّلَهُ كِلْسًا ... فلِلطَّيْر في ذُراه وُكُورُ ٤
وكان الأصْمعيّ يُنشدُه: وخَلّلَهُ بالخاء مُعجمة أي صيرَّ الكِلْس في خلل الحجارة وكان يتعجب مِمَّن رواهُ بالجيم ويقول متى رأوا حصنا مصهرجا.
١ سقط من نسخة ت حديثان وأسنادهما وشرحهما ويقعان في نحو ثلاث صفحات من حجم الفلوسكاب. ٢ أخرجه عبد الرزاق في مصتفه ٣/ ٥٠٧ ومسلم في ٢/ ٦٦٧ بدون لفظ: تكليلها وغيرهما. ٣ الموطأ للإمام مالك /٦٠ وأخرجه البخاري تعليقا ١/ ٨٣ والبيهقي في السنن الكبرى ١/ ٣٣٦ وكلهم بلفظ: "لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء". ٤ اللسان والتاج "كلس".