قَالَ ابن قُتَيبة: الوَاطِئةُ المارَّةُ والسَّابِلَةُ سُمُّوا بذلك لِوَطْئهم الطريقَ.
قَالَ: ومعنى الحديث أنّه أَمَر خُرّاصَ النَخْل أن يَسْتَظْهِروا لأصْحَاب النخل في الخَرْص لِمَا يَنُوبُهْم ويَنزِلُ بهم من الأَضْياف ويَجْتازُ عليهم من أبناء السبيل.
قَالَ: وفيه وجْهٌ آخر هُوَ أشْبَه بمعنى الحدَيث وهو أَنَّ الواطِئَة هي سُقاطةُ التَمْر وما يَقَع منه بالأرضِ فيُوطأُ ويُداس جاء بلْفظ فاعِل وهو بمعنى مَفْعول كقولِه: {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} ٢. أي لا مَعْصُومَ وكَقَوله:{عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} ٣. أي مَرْضيّة.
والعربُ تَقُولُ: ماءٌ دَافِقٌ أي مَدْفُوقٌ وسِرٌّ كاتمٌ أي مَكْتُومٌ ولَيلٌ نائِمٌ أي يُنَامُ فيه. قَالَ الشّاعُر:
لقَدْ لُمْتِنا يا أُمَّ عِمْرانَ في السُّرَى ... ونِمْتِ ومَا لَيْلُ المَطيِّ بنائم ٤
١ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٤/ ١٢٩ والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ١٢٤ بدون النائبة. ٢ سورة هود: ٤٣. ٣ سورة الحاقة: ٢١. ٤ البيت لجرير وهو في ديوانه /٤٥٤. وخزانة الأدب ١/ ٤٦٥. وفي س: "ياأم غيلان". وفي هامشه ت, م, ط: "يا أم عمران".