قَالَ الأصمعيِّ: كَانَ أَبُو بَكْر أَفْرَع وكان عُمَر أَصْلَع له حِفَافٌ وإنَّمَا أَرَاد عُمَر تَفْضِيل أبي بَكْر على نَفْسِه.
يُقَالُ رَجُلٌ: أَفْرَعٌ إذا كَان وافيَ الشَّعر لم يَذْهَب مِنُهْ شَيء وقَوْمٌ فُرْعٌ وفُرْعَان. كما قيل أَسْوَد وسُودٌ وسُودَان. وقَالَ نَصْرُ بنُ حَجَّاج وقد حَلَقَه عُمرُ ونَفَاه من المَدِينةِ وكان حَسَنَ اللَّمَّة:
لَقَدْ حَسَد الفُرْعَان أَصْلَعُ لَمْ يَكُن ... إذا ما مَشَي بالفَرْعِ بالمُتَخَايِلِ ٢
وقَوْلَهُ حِفَاف. قال الأصمعيُّ: هُوَ أَنْ يَنْكَشِف الشَّعْرُ عَنْ وَسَط الرَّأْس ويَبْقَى حَوْلَهُ كالطُّرَّة. يُقَالُ: ما بَقِيَ على رَأْسِهِ إلا حِفَافٌ من الشَّعَرِ. وحِفَافَا الجَبَل جانِبَاهُ. قال حُمَيْد بن ثور:
غادره بين حِفَافِيُّ شَاهِقٌ ... في ظِلِّ حجلاوَيْنِ سَيْلٌ مُعْتَلجْ ٣
ومن هذا حديث وَهْب بن مُنَبَّه أَنَّ إبراهيم حين أَرَادَ رَفْعَ قَوَاعِدَ البَيْت ظَلَّلَ اللهُ لَهُ مكانَ البَيْتِ بِغَمَامَة فكانت حفاف البيت ٤.
١ الفائق "فرع" "٣/ ١٠٨" والنهاية "فرع" "٣/ ٤٣٦". وفي النهاية "حفف" "١/ ٤٠٨" "كان اصلح له حفاف". ٢ التاج "صلع, فرع" والفائق "فرع". ٣ الشطر الثاني في الديوان "٦٤" ط دار الكتب المصرية ولم يهتد المحقق للشطر الأول فترك مكانه بياضا. ٤ أخرجه الأزرقي في أخبار مكة "١/ ٦١".