وقوله: اعْصِبُوهَا برأسِي يُريدُ الحرْبَ وهي تُؤنَّثُ أو يكون أرادَ السُبَّةَ التي تَلحقُهم بالفِرار من الحَرْب. والجُنُوحِ إلى السَّلْم فأَضمَرها في الكلام اعتمادًا عَلَى مَعْرِفه المخاطبين بها. وقوله: ملئ سحْرُكَ. قَالَ أبو زَيْد: يقالُ للرّجلُ: إذا جَبُنَ وانْكَسَر قد انتفَخ سَحْرُه. قَالَ: والسَّحْرُ ما تعلَّق بالحُلْقُوم وَالرِّئَة.
وقال أبو عُبيدةَ في قولِه:{إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} ١. يريد ممن لَهُ سَحْرٌ ممّا تَعَلَّقَ بالحُلْقُوم. قَالَ: وكُلُّ من احْتاجَ إلى غِذاء فهْو مُسحَّرٌ. وأنشد للبِيدٍ:
فإن تسْألِينا فِيمَ نَحْنُ فإِنَّنا ... عَصافِيرُ من هذا الأَنامِ المُسحَّرِ ٢
ويُقالُ: انصرف الرجلُ من حاجته صَرِيمَ سَحْرٍ إذا صار آيسًا منها. قَالَ قَيسُ بنُ الخَطِيم:
١ سورة الشعراء: ١٥٣. ٢ شرح الديوان /٥٦. ٣ الديوان /١٢٠. ٤ الكامل للمبرد ١/ ١٧٧. والمجمرة: إناء يوضع فيه الجمر مع البخور. والتور: إناء يشرب فيه "القاموس, الوسيط".