وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَسْأَمُ حَتَّى تَسْأَمُوا" ٥ ومعناه لا يَسأمُ إذا سَئِمْتُم كقول الشَّنْفَرَى:
صَلِيَت مِنّي هُذَيلٌ بِخِرْقٍ ... لا يَملُّ الشَّرَّ حتى يَمَلُّوا
يريد أنه لا يَمَل إذا مَلُّوا ولو أَراد به النِهاية لم يكن فيه مَدْحٌ ولا له عليهم فَضلٌ
وفيه وجه آخر وهو أن يكون معناه أن اللهَ لا يسأَمُ الثَّوابَ ما لم تَسْأَمُوا العَمَلَ أي لا يترُك الثَّوابَ ما لم تَتركُوا العَمَل ومَثَل العَرَب في هذا قولهم: القَصْدُ أنجى للسير ٦ قال الأعشى:
١ ح: ابن الصائغ. ٢ ح: "سعد بن أبي سعيد". ٣ اللسان والتاج "صري" وعزي للأغلب العجلي. ٤ أخرجه أحمد ٣/ ١٩٩ مختصرا. وذكره السيوطي في الجامع الصغير ٢/ ٥٤٤ وعزاه للبزار. ٥ أخرجه مسلم ١/ ٥٤٢. وأحمد ٦/ ٢٤٧. ٦ المستقصى ١/ ٣٣٩.