للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نظامُ الميراث والوصيةُ

وأيضًا مِن جملة محاسن هذا الدين العظيم ما جاء به من نظام انتقال المال والتركات بعد الموت -وهو علم الفرائض-، يعني: نظام توزيع المال على الورثة بعد وفاة الإنسان.

ومحاسن دين الإسلام في هذا الجانب تظهر من خلال عدة نقاط:

منها؛ أن نفوس الورثة كلهم تَطيب بهذا التوزيع، ولا يشعرون بالظلم!

لأنه عندما يَعلم الورثةُ بأن طريقة التوزيع إنما كانت من الله تعالى؛ فإن نفوسهم ترضى -سواء من الذكور أو الإناث-، لأنهم يعلمون أن الله تعالى عدل ولا يظلم أحدًا، وأنه أرحم بهم من أهلهم.

ومنها؛ منع حصول الاقتتال بين الأقارب -بعد وفاة قريبهم- لأن كل واحد يريد أن يأخذ أكبر نصيب من الميت!

ومنها؛ عدم حرمان الضعفاء من النساء واليتامى لحقوقهم؛ فالله تعالى هو الذي تكفل بها لهم حتى لو كان نصيبهم قليلًا.

قال تعالى: ﴿لِلرِّجَال نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ [النساء: ٧].

أيضًا؛ أنه لو تُرِكَ الأمر إلى آراء الناس وأهوائهم لحصل بسبب ذلك الفوضى والخلل؛ وكل بلد أو قبيلة أو زمن؛ لهم طريقة توزيع بحسب أهوائهم وشهواتهم وعاداتهم!!

<<  <   >  >>