للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول: أُسُسُ الإحسان في الإسلام

مِن الجدير بالذكر أنه "ليس مِن السهل على أيِّ إنسان أنْ يُبيِّنَ محاسنَ الشريعة، ولا أنْ يُعَدِّدَ جوانبَ الإحسان فيه؛ لأنها شريعةُ الإحسان، كما قال : «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ»، و "كلُّ شيء" لم يخرجْ منه ولا شيء، حتى في حالة القتل وإزهاق الرُّوح! فلا بُدَّ مِن الإحسان، وفي ذبح الحيوان، وفي المحلات التي لا يتذكر الإنسانُ فيها معنًى للإحسان! «فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ» (١) إلى آخر الحديث.

ثم لو ذهبنا نتتبَّع مرافقَ الحياة كلِّها لوجدنا الإحسان يُتوِّجُها، بل إنَّ الغايةَ مِن خلْق الإنسان وإماتته وإحيائه لم يكن لشيء إلَّا للإحسان.

﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: ١، ٢].

﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف: ٧].

وفي الحديث -بعد بيان الإسلام- ثم يتدرج إلى الإيمان، ثم يُتَوِّجُ الجميعَ بالإحسان (٢).

إنها صبغةُ الله ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾ [البقرة: ١٣٨].


(١) مسلم (١٩٥٥).
(٢) في الحديث المعروف -حديث جبريل- في الإسلام والإيمان والإحسان.

<<  <   >  >>