للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصَّلاةُ

تأمَّلْ ما في الصلاة مِن:

الإخلاص لله، والإقبالِ التام عليه، والثناءِ والدعاءِ والخضوعِ، وأنها مِن شجرة الإيمان بمنزلة الرعاية والسقي للبستان، فلولا تكرار الصلاة في اليوم والليلة ليبستْ شجرةُ الإيمان، وذَوى عُودها! ولكنها تنمو وتتجدد بعبودية الصلاة، وانظرْ إلى ما تحتوي عليه الصلاةُ مِن الاشتغال بذكر الله -الذي هو أكبر مِن كل شيء-، وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٥].

وهي أكبر عونٍ للعبد على مصالح دينه ودنياه، قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: ٤٥].

فأمَّا عونُها على مصالح دينه؛ فلأنَّ العبد إذا داوم على الصلاة وحافظ عليها؛ قويتْ رغبتُه في الخير، وسَهُلَتْ عليه الطاعاتُ، وبَذَلَ الإحسانَ بطمأنينة نفْسٍ واحتسابٍ ورجاءً للثواب.

وأمَّا عونُها على مصالح الدنيا؛ فإنها تُهَوِّنُ المشاقَّ، وتُسَلِّي عن المصائب، والله سبحانه لا يُضيع أجرَ مَن أحسن عملًا؛ فيجازيه بتيسير أموره، ويبارك في ماله وأعماله.

وفي تأديتها جماعةً يحصل التعارف والتواصل، والتوادُّ والتعاطف والتراحم،

<<  <   >  >>