للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشبهة الثامنة: تعددُ الزوجات في الإسلام

قال أعداء الإسلام (مِن الملاحدة والمستشرقين، ودعاة الحركات النَّسَويَّة): إنَّ الإسلامَ ينحاز للرجل على حساب المرأة؛ فأباح له التعددَ! ثم لم يُسَوِّ بينها وبينها في هذا التعدد!

والجوابُ على هذه الشبهة من وجوه؛ منها:

١ - الذي أباح تعددَ الزوجات للرجال دون النساء هو اللهُ العليم الحكيم، وهو أعلمُ بما يُصلح العِبادَ وبما يضرهم.

٢ - أنَّ هذا الزواجَ -الذي هو ضمن الإطار الشرعي- يحضًّ على الفضيلة وغض البصر والعفة؛ حيث جعله ضمن ضوابط شرعية وعُرفية بعقد ومهر وولي أمر للزوجة؛ مما يضمن حق المرأة وعِفَّتَها ويحافظ عليها، بخلاف التعدد الأخسِّ -تعددِ العشيقات والصواحب- الذي يَنشر الفاحشة والرذيلة في المجتمع، ثم يرمي العشيقُ بعشيقته في الشارع بعد أنْ يقضيَ شهوته منها! (١)

٣ - أنَّ الزواج الثاني إنما يحصل برضى كلا الزوجين؛ فما العيب؟ وماذا يضرُّ المانعين من ذلك؟!

ومن ناحية أخرى تتعلق بالزوجة الأولى؛ فَلَأنْ تُشاركها زوجةٌ -أو حتى


(١) ومن باب كما يقال: والحقُّ ما شهدت به الأعداء!؛ فهذا المؤرخ الفرنسي (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب) (ص ١١٤) يقول: "إنَّ مبدأ نظام تعدُّد الزَّوجات الشَّرقي: نظام طيِّب، يرفع المستوى الأخلاقي في الأُمم التي تقول به، ويزيد الأُسرة ارتباطًا، ويمنح المرأة احترامًا وسعادة لا تراهما في أوروبا"!

<<  <   >  >>