التخلقِ بأخلاق الكرام، مِن السخاء والجود والبعد عن أخلاق اللئام، والشكرِ لله على ما أولاه مِن الإنعام، وحفظِ المال مِن المنغِّصات الحِسِّيَّة والمعنوية؛ كالشعور بحسد الحاسد مِن ذوي الحاجة والفاقة، ولهفةِ نفوس المتشوِّفِين إلى ما مَنَّ اللهُ على العبد ممَّا حَرَمَهم منه، وهكذا.
وفيها الإحسانُ إلى الخَلْق، ومواساةُ المحتاجين، وسدُّ مصالح المحتاج إليها؛ فإنَّ في الزكاة دفعُ حاجة المضطرين المحتاجين، وقضاءُ دَين المدين، وبذلك حَفِظَ اللهُ تعالى حقوقَ الفقراء والمساكين؛ مما يَكفل لهم حياة كريمة، ولا يُعرِّضهم للسؤال! فإنما هو حق لهم في مال الأغنياء، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [المعارج: ٢٤، ٢٥].
وفيها الاستعانةُ على الجهاد والمصالح الكلية التي لا يستغني عنها المسلمون؛ فإنَّ الجهادَ في سبيل الله هو أحدُ مصارف الزكاة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٦٠].
وفيها دفعُ صولة الفقر والفقراء؛ فيحققُ المواساةَ في المجتمع المسلم، والعدالة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء، وبنحو ذلك قال ﷺ في طعام الوليمة: