للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الرابع: محاسنُ الدِّينِ الإسلامي مِن الجانب العقلي

حِفْظُ العقل

وهذا لأنَّ العقلَ هو آلة التمييز وسببُ التكليف، وسبب للتكريم؛ فلابد من الحفاظ عليه حفظًا لِمَا يتعلق به.

وقد أمر سبحانه باستعمال العقل وعدم التقليد الأعمى.

قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: ٣٦]، والفؤاد: هو القلب، والإنسان يَعْقِلُ به.

وحَرَّمَ اللهُ كلَّ مُسْكِرٍ؛ لأنه يُفسد العقل.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: ٩٠].

وجعل حَدَّ السَّكَرِ الجلدَ، وهذا ردعًا لمن أراد أن يشرب الخمر.

وحرم القليلَ مِن المُسْكِرِ وَإِنْ لم يُسْكِر! ففي الحديث الصحيح: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُه؛ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» (١).

وللعلم أيضًا؛ فإنه يُلحق بحفظ العقل الحفظُ من كلِّ ما كان في درجة الخمر أو


(١) صحيح. الترمذي (١٨٦٥) من حديث جابر مرفوعًا. صحيح الجامع (٥٥٣٠).

<<  <   >  >>