تحصيل التقوى، وذلك بتمرين النفس على ترْك محبوبها الذي أَلِفَتْه؛ حبًّا لله، وتقربًا إليه، وتعويدٌ للنفس وتمرينٌ لها على قوة العزيمة والصبر.
وتقويةُ داعي الإخلاص، وتحقيقُ محبته سبحانه على محبة النفس.
ولذلك كان الصومُ لله؛ اختصَّه لنفسه مِن بين سائر الأعمال، كما في الحديث القدسي:«كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»(١).
وهو أيضًا يبعث في الإنسان فضيلةَ الرحمة بالفقراء، والعطفَ على البائسين؛ فإنَّ الإنسان إذا جاع تذكر الفقيرَ الجائعَ.
ومنها أنه بامتناعه عن الأكل يَعرف فضْلَ نعمة اللهِ عليه فيشكرها.
ومنها؛ أنَّ الصيامَ يُقوي النفسَ على خُلُقِ الحِلم، مما يُجنب العبدَ كلَّ ما مِن شأنه إثارةُ الغضب.
ومنها؛ أنَّ الصومَ يُنقي الجسم مِن الأخلاط الرديئة، ويُحَسِّنُ الصحة العامة؛ فإنَّ المعدةَ بيتُ الداء، والحميةَ بيتُ الدواء (٢).
(١) صحيح البخاري (٥٩٢٧) من حديث أبي هريرة ﵁ مرفوعًا. (٢) يُنظر: الدُّرَّة المختصرة في محاسن الدِّين الإسلامي للسَّعدي (ص ١٥)، وكتاب: من محاسن الدِّين الإسلامي للشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان (ص ٢١).