للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَن ترك شيئًا لله عوَّضه اللهُ خيرًا منه

فما حرَّم الدِّينُ الإسلاميُّ شيئًا إلَّا عوَّض خيرًا منه مما يَسُدُّ مسَدَّه ويغني عنه، كما قال : «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ إِلَّا بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ» (١).

قال الإمام ابن القيم :

"فما حَرَّم اللهُ على عباده شيئًا إلا عوَّضهم خيرًا منه.

كما حَرَّم عليهم الاستقسامَ بالأزلام، وعوَّضهم منه دعاءَ الاستخارة.

وحرَّم عليهم الرِّبا، وعوَّضهم منه التجارةَ الرابحة.

وحرَّم عليهم القِمار، وأعاضَهم منه أكلَ المال بالمسابقة النافعة في الدِّين بالخيل والإبل والسِّهام.

وحرَّم عليهم الحريرَ، وأعاضَهم منه أنواعَ الملابس الفاخرة من الصُّوف والكَتَّانِ والقطن.

وحرَّمَ عليهم الزِّنا واللِّواط، وأعاضَهم منهما بالنكاح والتَّسَرِّي (٢) بصنوف النساء الحِسان.

وحرَّم عليهم شُربَ المسكر، وأعاضَهم عنه بالأشربة اللذيذة النافعة للروح والبدن.


(١) صحيح. أحمد (٢٣٠٧٤) من حديث أبي قتادة مرفوعًا. انظر التعليق على حديث الضعيفة (١/ ٦٢).
(٢) وهو اتخاذ السَّرِيَّة، وهي الأمة المملوكة يتخذها سيدها للجماع.
وسيأتي في فصل "شبهاتٌ وجوابُها" كلامٌ مطول في الرد على شبهة "الرِّقِّ في الإسلام.".

<<  <   >  >>