للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحرَّمَ عليهم سماعَ آلاتِ اللهو من المَعَازف والمَثاني، وأعاضَهم عنها بسماع القرآن العظيم والسَّبع المَثاني.

وحرَّم عليهم الخبائثَ من المطعومات، وأعاضَهم عنها بالمطاعم الطيبات" (١).

"وهذه القاعدة وردت في القرآن في مواضع كثيرة.

فمنها؛ ما ذكره الله عن المهاجرين الأولين الذين هجروا أوطانهم وأموالهم وأحبابهم لله؛

فعوضهم الله الرزق الواسع في الدنيا، والعز والتمكين.

وإبراهيم لما اعتزل قومَه وأباه وما يدعون من دون الله؛ وهب له إسحاق ويعقوب والذرية الصالحين.

ويوسف لما ملك نفسه من الوقوع مع امرأة العزيز -مع ما كانت تُمَنِّيه به من الحظوة وقوة النفوذ في قصر العزيز ورياسته- وصبر على السجن وأحبه وطلبه ليبعده عن دائرة الفساد والفتنة؛ عوضه الله أن مكن له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، ويستمتع بما شاء مما أحل الله له من الأموال والنساء والسلطان.

وأهل الكهف لما اعتزلوا قومَهم وما يعبدون من دون الله؛ نشر لهم من رحمته، وهيأ لهم أسباب المرافق والراحة وجعلهم سببًا لهداية الضالين.

ومريم ابنة عمران لما أحصنت فرجها؛ أكرمها الله ونفخ فيه من رُوحه وجعلها وابنها آية للعالمين.


(١) روضة المحبين لابن القيم (ص ١٨).

<<  <   >  >>