للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• سعيُ الإسلام لتقليص الرِّقِّ

ثم فقد وسَّع الإسلامُ دائرةَ العتق؛ لكن بقيد الإصلاح، حيث لا بد من توفر مظنة الإصلاح للرقيق، إما بمن يؤلف به قلبه أو قلب غيره، أو بإسلام يخرجه من السبب الذي أباح رقَّه -وهو حربه للمسلمين-.

ومن أسباب تحرر الرِّقِّ في الإسلام:

١ - المَنُّ بالحرية دون مقابل.

٢ - الفداء بمقابل؛ مما فيه تعزيز قوة المسلمين.

قال تعالى: ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ [محمد: ٤].

٣ - الإساءة البالغة للرقيق؛ كلطمه.

كما في الحديث «مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ؛ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ» (١).

٤ - كفارة لبعض الذنوب.

ككفارة قتل الخطأ، والظهار، ومن أتى أهله في نهار رمضان، وفي الحنث في اليمين.

كما في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ﴾ [النساء: ٩٢].

وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا﴾ [المجادلة: ٣].

وقوله سبحانه: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ


(١) صحيح مسلم (١٦٥٧) من حديث ابن عمر مرفوعًا.

<<  <   >  >>