للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعمالُ بالنِّيَّات

"ومن محاسن الدين الإسلامي أنه يُقَدِّرُ البواعثَ الكريمةَ والقصدَ الشريفَ والنِّيَّةَ الطَّيِّبةَ في تشريعاته وتوجيهاته كلها.

قال : «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» (١).

وبالنِّيَّة الطَّيِّبة تنقلب المباحاتُ والعاداتُ إلى طاعات وقُرُبات إلى الله.

فمَن تناول غِذاءَه بنية حِفْظِ حياته وتقوية جسده ليستطيع القيامَ بما أوجبه عليه ربه مِن حقوق وتكاليف لأهله وأولاده؛ كان طعامُه وشرابُه -مع النِّيَّة الصالحة- عبادةً.

ومَن أتى شهوته مع ما أحلَّه الله له مِن زوجةٍ أو مملوكةٍ له -يقصد إعفاف نفسه وأهله، وابتغاء ذرية صالحة-؛ كان ذلك عبادةً تستحق المثوبة والأجر مِن الله.

وفي ذلك يقول النَّبِيُّ : «وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُم صَدَقَةٌ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتُهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟! قَالَ: (أَلَيسَ إِنْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ كَانَ عَلَيهِ وِزْرٌ؛ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي حَلَالٍ كَانَ لَهُ أَجْرٌ)) (٢) " (٣).


(١) صحيح البخاري (١) من حديث عمر مرفوعًا.
(٢) صحيح مسلم (١٠٠٦) من حديث أبي ذر مرفوعًا.
(٣) من محاسن الدِّين الإسلامي للشيخ عبد العزيز بن محمد السّلمان (ص ٨٥).

<<  <   >  >>