وفي ختامِ هذه الرسالة الموجزة نعيدُ التنبيهَ على أهمية هذا البحث مِن جهة أنَّ مَن جَهِلَ شيئًا عاداه، وأن مَن عَرَفَ محاسنَ شيء أَحبَّه واستطاع أنْ يدعوَ إليه، فتكون الدعوة إلى الإسلام عن علم وبصيرة، مصداقَ قوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: ١٠٨]، "لا سيما في هذا الزمان الذي كثُرت فيه وزادت حملاتُ التشويه للإسلام، وكم مِن إنسانٍ مُعْرِضٍ عن الإسلام أو يعاديه؛ لو عرفه على حقيقته لَمَا فعل ذلك، ولربما آمن به وأصبح يدعو إليه.
وخيرُ مثال على ذلك المخرجُ السينمائي الهولندي (أرنولد فاندرون) الذي أنتج فيلمًا مسيئًا للرسول محمد ﷺ؛ مما أحدث ضجة كبرى في العالم بأسره، ثم بعد ذلك قُدِّم له كتابٌ عن حياة النَّبِيِّ ﷺ، فلما قرأه وعَرف أخلاقَ النَّبِيِّ ﷺ ودينَ الإسلام على حقيقته أعلن إسلامَه، ثم تبعته زوجتُه، ثم تبعه ابنُه، وقصتُه موجودةٌ في اليوتيوب.
وإنَّ محاسنَ الإسلام كثيرةٌ -وهو كلُّه حسنٌ -، ولا تحتاج الدعوةُ إلى الإسلام إلَّا لعرضه على حقيقته بدون إضافات، فلا يزال كثيرٌ مِن الناس لم تصلهم رسالةُ الإسلام وصورتُه الصحيحة، أو وصلتهم مشوهةً ومغلوطةً" (١).