للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [المائدة: ٧٥، ٧٦].

حيث بيَّن سبحانه عدمَ استحقاقِ العبادة لِمَن كان محتاجًا للطعام والشراب! لأنه أصلًا غيرُ قادر على الاستقلال بجلب النفع لنفسه؛ فكيف لغيره؟!

بخلافه سبحانه الغنيِّ عن خَلْقِه، الذي لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، كما قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: ١، ٢] فإنه مِن معاني اسم الصَّمَد، هو "الذي لا يأكلُ الطعام، ولا يشربُ الشراب" (١)،

وكقوله تعالى: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ١٤].

وأيضًا؛ فالإسلام يُقَرِّرُ أنه لا شريك لله، لا في ربوبيته، ولا في ألوهيته، ولا في أسمائه وصفاته.

قال تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٧٠].

وأيضًا؛ فالإسلام يأمر بالتحاكم إلى الله وحده، وترك التحاكم إلى قوانين البشر الوضعية.

قال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ [يوسف: ٤٠] (٢).


(١) تفسير الطبري (٢٤/ ٦٩٠) عن الشَّعبي .
(٢) ينظر كتاب "التوضيح الرشيد في شرح كتاب التوحيد" (٢/ ٦٤) للمصنف.

<<  <   >  >>