عَرْجَاءُ، لكونها في خلقتها ذات عَرَجٍ، وتَعَارَجَ نحو: تضالع، ومنه استعير:
٣١٥-
عَرِّجْ قليلا عن مدى غلوائكا
«١» أي: احبسه عن التّصعّد. والعَرْجُ: قطيعٌ ضخم من الإبل، كأنّه قد عَرَجَ كثرةً، أي:
صعد.
[عرجن]
قال تعالى: حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ
[يس/ ٣٩] ، أي: ألفافه من أغصانه.
[عرش]
العَرْشُ في الأصل: شيء مسقّف، وجمعه عُرُوشٌ. قال تعالى: وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها
[البقرة/ ٢٥٩] ، ومنه قيل: عَرَشْتُ الكرمَ وعَرَّشْتُهُ: إذا جعلت له كهيئة سقف، وقد يقال لذلك المُعَرَّشُ. قال تعالى: مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ
[الأنعام/ ١٤١] ، وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
[النحل/ ٦٨] ، وَما كانُوا يَعْرِشُونَ [الأعراف/ ١٣٧] . قال أبو عبيدة «٢» : يبنون، واعْتَرَشَ العنبَ: رَكَّبَ عَرْشَهُ، والعَرْشُ: شبهُ هودجٍ للمرأة شبيها في الهيئة بِعَرْشِ الكرمِ، وعَرَّشْتُ البئرَ: جعلت له عَرِيشاً. وسمّي مجلس السّلطان عَرْشاً اعتبارا بعلوّه. قال: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ
[يوسف/ ١٠٠] ، أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها
[النمل/ ٣٨] ، نَكِّرُوا لَها عَرْشَها
[النمل/ ٤١] ، أَهكَذا عَرْشُكِ
[النمل/ ٤٢] ، وكنّي به عن العزّ والسّلطان والمملكة، قيل: فلان ثُلَّ عَرْشُهُ. وروي أنّ عمر رضي الله عنه رؤي في المنام فقيل: ما فعل بك ربّك؟ فقال: لولا أن تداركني برحمته لَثُلَّ عَرْشِي «٣» . وعَرْشُ اللهِ: ما لا يعلمه البشر على الحقيقة إلّا بالاسم، وليس كما تذهب إليه أوهام العامّة، فإنه لو كان كذلك لكان حاملا له، تعالى عن ذلك، لا محمولا، والله تعالى يقول: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ [فاطر/ ٤١] ، وقال قوم: هو الفلك الأعلى والكرسيّ فلك الكواكب، واستدلّ بما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ما السّموات السّبع والأرضون السّبع في جنب الكرسيّ إلّا كحلقة ملقاة في أرض فلاة والكرسيّ عند العَرْشِ
(١) هذا عجز بيت للصولي، وصدره:
أبا جعفر خف نبوة بعد صولة
وهو في ديوانه ص ١٦١، ومحاضرات الأدباء ١/ ١٠٩، والصداقة والصديق ص ٣٥، والممتع للقيرواني ص ٢٤٩. [.....]
(٢) راجع: مجاز القرآن ١/ ٢٢٧.
(٣) انظر: البصائر ٤/ ٤٢، وعمدة الحفاظ: عرش.