الدُّعَاء كالنّداء، إلّا أنّ النّداء قد يقال بيا، أو أيا، ونحو ذلك من غير أن يضمّ إليه الاسم، والدُّعَاء لا يكاد يقال إلّا إذا كان معه الاسم، نحو: يا فلان، وقد يستعمل كلّ واحد منهما موضع الآخر. قال تعالى: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً [البقرة/ ١٧١] ، ويستعمل استعمال التسمية، نحو: دَعَوْتُ ابني زيدا، أي: سمّيته، قال تعالى: لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [النور/ ٦٣] ، حثّا على تعظيمه، وذلك مخاطبة من كان يقول: يا محمد، ودَعَوْتَهُ: إذا سألته، وإذا استغثته، قال تعالى: قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ
والدَّعْوَةُ مختصّة بادّعاء النّسبة «٢» ، وأصلها للحالة التي عليها الإنسان، نحو: القعدة والجلسة.
(١) الرجز لأبي نواس في ديوان المعاني ١/ ٣٥٧، وهو بتمامه: يدعّه بضفتي حيزومه ... دعّ الوصيّ جانبي يتيمه وهو في ربيع الأبرار ١/ ٤٩، وتفسير الماوردي، ٤/ ١١٢، وإعراب ثلاثين سورة ص ٢٠٤. (٢) قال ابن فارس: والدّعوة في النسب بالكسر. قال أبو عبيدة: يقال في النسب دعوة، بالكسر، وإلى الطعام دعوة، بالفتح. انظر: المجمل ٢/ ٣٢٦.