أي: التي حفرت والتي طويت، وأما (ذا) في (هذا) فإشارة إلى شيء محسوس، أو معقول، ويقال في المؤنّث: ذه وذي وتا، فيقال: هذه وهذي، وهاتا، ولا تثنّى منهنّ إلّا هاتا، فيقال:
هاتان. قال تعالى: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ [الإسراء/ ٦٢] ، هذا ما تُوعَدُونَ [ص/ ٥٣] ، هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [الذاريات/ ١٤] ، إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه/ ٦٣] ، إلى غير ذلك هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ [الطور/ ١٤] ، هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ [الرحمن/ ٤٣] ، ويقال بإزاء هذا في المستبعد بالشخص أو بالمنزلة:(ذَاكَ) و (ذلك) قال تعالى: الم ذلِكَ الْكِتابُ [البقرة/ ١- ٢] ، ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ [الكهف/ ١٧] ، ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى [الأنعام/ ١٣١] ، إلى غير ذلك. وقولهم:(ماذا) يستعمل على وجهين:
أحدهما. أن يكون (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد، والآخر: أن يكون (ذا) بمنزلة (الذي) ، فالأوّل نحو قولهم: عمّا ذا تسأل؟ فلم تحذف الألف منه لمّا لم يكن ما بنفسه للاستفهام، بل كان مع ذا اسما واحدا، وعلى هذا قول الشاعر:
١٧٢-
دعي ماذا علمت سأتّقيه
«١» أي: دعي شيئا علمته. وقوله تعالى:
وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ [البقرة/ ٢١٩] ، فإنّ من قرأ: قُلِ الْعَفْوَ «٢» بالنّصب فإنّه جعل الاسمين بمنزلة اسم واحد، كأنّه قال: أيّ شيء ينفقون؟ ومن قرأ: قُلِ الْعَفْوَ «٣» بالرّفع، فإنّ (ذا) بمنزلة الذي، وما للاستفهام أي: ما الذي ينفقون؟ وعلى هذا قوله تعالى: ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ [النحل/ ٢٤] ، و (أساطير) بالرّفع والنصب «٤» .
[ذيب]
الذيب: الحيوان المعروف، وأصله الهمز، قال تعالى: فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ
[يوسف/ ١٧] ، وأرض مَذْأَبَة: كثيرة الذّئاب، وذُئِبَ فلان: وقع في غنمه الذّئب، وذَئِبَ «٥» : صار كذئب في خبثه، وتَذَاءَبَتِ الرّيحُ: أتت من كلّ جانب
(١) هذا شطر بيت، وعجزه: ولكن بالمغيّب نبئيني وهو من شواهد سيبويه ١/ ٤٠٥، ولم يعرف قائله، وهو في الخزانة ٦/ ١٤٢، واللسان (ذا) ، وهمع الهوامع ١/ ٨٤. (٢) وبها قرأ جميع القراء إلا أبا عمرو. انظر: الإتحاف ص ١٥٧. (٣) وهي قراءة أبي عمرو. (٤) وقراءة الرفع هي الصحيحة المتواترة. وبها قرأ القرّاء العشر، أمّا قراءة النصب فهي شاذة. (٥) قال الفيروزآبادي: وذؤب الرجل وذئب ككرم وفرح: خبث وصار كالذئب. انظر: البصائر ٣/ ٢٧.