٢٧٣-
ولتعرفنّ خلائقا مشمولة ... ولتندمنّ ولات ساعة مندم
«١» قيل: أراد خلائق طيّبة، كأنّها هبّت عليها شمال فبردت وطابت.
[شنأ]
شَنِئْتُهُ: تقذّرته بغضا له. ومنه اشتقّ:
أزد شَنُوءَةَ، وقوله تعالى: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ
[المائدة/ ٨] ، أي: بغضهم، وقرئ:
شَنْأَنُ «٢» فمن خفّف أراد: بغيض قوم، ومن ثقّل جعله مصدرا، ومنه: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
[الكوثر/ ٣] .
[شهب]
الشِّهَابُ: الشّعلة السّاطعة من النار الموقدة، ومن العارض في الجوّ، نحو: فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ
[الصافات/ ١٠] ، شِهابٌ مُبِينٌ [الحجر/ ١٨] ، شِهاباً رَصَداً [الجن/ ٩] .
والشُّهْبَةُ: البياض المختلط بالسّواد تشبيها بالشّهاب المختلط بالدّخان، ومنه قيل: كتيبة شَهْبَاءُ: اعتبارا بسواد القوم وبياض الحديد.
[شهد]
الشُّهُودُ والشَّهَادَةُ: الحضور مع المشاهدة، إمّا بالبصر، أو بالبصيرة، وقد يقال للحضور مفردا قال الله تعالى: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ [السجدة/ ٦] ، لكن الشهود بالحضور المجرّد أولى، والشّهادة مع المشاهدة أولى، ويقال للمحضر: مَشْهَدٌ، وللمرأة التي يحضرها زوجها: مُشْهِدٌ، وجمع مَشْهَدٍ: مَشَاهِدُ، ومنه:
مَشَاهِدُ الحجّ، وهي مواطنه الشريفة التي يحضرها الملائكة والأبرار من الناس. وقيل:
مَشَاهِدُ الحجّ: مواضع المناسك. قال تعالى:
لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ [الحج/ ٢٨] ، وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما
[النور/ ٢] ، ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ
[النمل/ ٤٩] ، أي: ما حضرنا، وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ
[الفرقان/ ٧٢] ، أي: لا يحضرونه بنفوسهم ولا بهمّهم وإرادتهم.
والشَّهَادَةُ: قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر. وقوله: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
[الزخرف/ ١٩] ، يعني مُشَاهَدَةِ البصر ثم قال:
سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ [الزخرف/ ١٩] ، تنبيها أنّ الشّهادة تكون عن شُهُودٍ، وقوله: لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ [آل عمران/ ٧٠] ، أي: تعلمون، وقوله: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ [الكهف/ ٥١] ، أي: ما جعلتهم ممّن اطّلعوا ببصيرتهم على خلقها، وقوله:
(١) البيت لرجل من سعد، وهو في خزانة الأدب ٤/ ١٧٤، والأضداد لابن الأنباري ص ١٦٨، وأضداد الأصمعي ص ١٨، وأضداد ابن السكيت ص ١٧٣. وعجزه في معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٩٦، وقال الفراء: ولا أحفظ صدره.
(٢) وهي قراءة ابن عامر وشعبة وابن وردان وابن جمّاز بخلف عنه. الإتحاف ١٩٧.