[النمل/ ٦٩] فقد قيل: حثّ على السّياحة في الأرض بالجسم، وقيل: حثّ على إجالة الفكر، ومراعاة أحواله كما روي في الخبر أنه قيل في وصف الأولياء:(أبدانهم في الأرض سَائِرَةٌ وقلوبهم في الملكوت جائلة)«١» ، ومنهم من حمل ذلك على الجدّ في العبادة المتوصّل بها إلى الثواب، وعلى ذلك حمل قوله عليه السلام:«سافروا تغنموا»«٢» ، والتَّسْيِيرُ ضربان:
وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ [النبأ/ ٢٠] ، والسِّيرَةُ: الحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره، غريزيّا كان أو مكتسبا، يقال: فلان له سيرة حسنة، وسيرة قبيحة، وقوله: سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى [طه/ ٢١] ، أي: الحالة التي كانت عليها من كونها عودا.
[سور]
السَّوْرُ: وثوب مع علوّ، ويستعمل في الغضب، وفي الشراب، يقال: سَوْرَةُ الغضب، وسَوْرَةُ الشراب، وسِرْتُ إليك، وسَاوَرَنِي فلان، وفلان سَوَّارٌ: وثّاب. والْإِسْوَارُ من أساورة الفرس أكثر ما يستعمل في الرّماة، ويقال: هو فارسيّ معرّب. وسِوَارُ المرأة معرّب، وأصله دستوار «٣» ، وكيفما كان فقد استعملته العرب، واشتقّ منه: سَوَّرْتُ الجارية، وجارية مُسَوَّرَةٌ ومخلخلة، قال: فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ [الزخرف/ ٥٣] ، وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ [الإنسان/ ٢١] ، واستعمال الْأَسْوِرَةِ في الذهب، وتخصيصها بقوله:«ألقي» ، واستعمال أَسَاوِرَ في الفضّة وتخصيصه بقوله: حُلُّوا «٤» فائدة ذلك تختصّ بغير هذا الكتاب. والسُّورَةُ:
(١) لم أجده. (٢) الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «سافروا تربحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا» أخرجه أحمد في مسنده ٢/ ٣٨٠. وأخرجه الطبراني بلفظ: (اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا) . وللطبراني والحاكم عن ابن عباس مرفوعا: «سافروا تصحوا وتغنموا» . انظر: كشف الخفاء ١/ ٤٤٥. (٣) انظر: تاج العروس (سور) ، وعمدة الحفاظ: سور. (٤) قال إسماعيل حقي: قوله: وَحُلُّوا فيه تعظيم لهم بالنسبة إلى أن يقال: وتحلوا. انظر: روح البيان ١٠/ ٢٧٥. وقال: وإلقاء الأسورة كناية عن إلقاء مقاليد الملك، أي: أسبابه التي هي كالمفاتيح له. وكانوا إذا سودوا رجلا سوروه وطوقوه بطوق من ذهب علما على رئاسته، ودلالة لسيادته. انظر: روح البيان ٨/ ٣٧٩.