٢٢٢-
ونشتم بالأفعال لا بالتّكلّم
«١» والسِّبُّ: الْمُسَابِبُ، قال الشاعر:
٢٢٣-
لا تسبّنّني فلست بسبّي ... إنّ سبّي من الرّجال الكريم «٢»
والسُّبَّةُ: ما يسبّ، وكنّي بها عن الدّبر، وتسميته بذلك كتسميته بالسّوأة. والسَّبَّابَةُ سمّيت للإشارة بها عند السّبّ، وتسميتها بذلك كتسميتها بالمسبّحة، لتحريكها بالتسبيح.
[سبت]
أصل السَّبْتُ: القطع، ومنه سبت السّير:
قطعه، وسَبَتَ شعره: حلقه، وأنفه: اصطلمه، وقيل: سمّي يوم السَّبْت، لأنّ الله تعالى ابتدأ بخلق السموات والأرض يوم الأحد، فخلقها في ستّة أيّام كما ذكره، فقطع عمله يوم السّبت فسمّي بذلك، وسَبَتَ فلان: صار في السّبت وقوله: يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً [الأعراف/ ١٦٣] ، قيل: يوم قطعهم للعمل، وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ
[الأعراف/ ١٦٣] ، قيل: معناه لا يقطعون العمل، وقيل: يوم لا يكونون في السّبت، وكلاهما إشارة إلى حالة واحدة، وقوله:
إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ [النحل/ ١٢٤] ، أي: ترك العمل فيه، وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً
[النبأ/ ٩] ، أي: قطعا للعمل، وذلك إشارة إلى ما قال في صفة اللّيل: لِتَسْكُنُوا فِيهِ [يونس/ ٦٧] .
[سبح]
السَّبْحُ: المرّ السّريع في الماء، وفي الهواء، يقال: سَبَحَ سَبْحاً وسِبَاحَةً، واستعير لمرّ النجوم في الفلك نحو: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
[الأنبياء/ ٣٣] ، ولجري الفرس نحو:
وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً
[النازعات/ ٣] ، ولسرعة الذّهاب في العمل نحو: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا
[المزمل/ ٧] ، والتَّسْبِيحُ: تنزيه الله تعالى. وأصله: المرّ السّريع في عبادة الله تعالى، وجعل ذلك في فعل الخير كما جعل الإبعاد في الشّرّ، فقيل: أبعده الله، وجعل التَّسْبِيحُ عامّا في العبادات قولا كان، أو فعلا، أو نيّة، قال: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
[الصافات/ ١٤٣] ، قيل: من المصلّين «٣» ، والأولى أن يحمل على ثلاثتها، قال: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ
[البقرة/ ٣٠] ، وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِ
[غافر/ ٥٥] ، فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ
(١) هذا عجز بيت وشطره:
وتجهل أيدينا ويحلم رأينا
وهو في الصناعتين ص ٦٠، وشرح نهج البلاغة ٢/ ١١٨، وأدب الدنيا والدين. والبيت لإياس بن قتادة.
(٢) البيت لعبد الرحمن بن حسان يهجو مسكين الدارمي. وهو في اللسان (سبّ) ، والمجمل ٢/ ٤٥٦، والجمهرة ١/ ٣١، وغريب الحديث للخطابي ٢/ ٤٣٠.
(٣) غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣٧٤.