١٠٦] ، وقال: فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ
[النساء/ ١٠٣] ، وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها
[يونس/ ٧] ، واطْمَأَنَّ وتَطَامَنَ يتقاربان لفظا ومعنى.
[طهر]
يقال: طَهُرَتِ المرأةُ طُهْراً وطَهَارَةً، وطَهَرَتْ «١» ، والفتح أقيس، لأنها خلاف طمثت، ولأنه يقال: طَاهِرَةٌ، وطَاهِرٌ، مثل: قائمة وقائم، وقاعدة وقاعد. والطَّهَارَةُ ضربان: طَهَارَةُ جسمٍ، وطَهَارَةُ نفسٍ، وحمل عليهما عامّة الآيات. يقال: طَهَّرْتُهُ فَطَهُرَ، وتَطَهَّرَ، وَاطَّهَّرَ فهو طَاهِرٌ ومُتَطَهِّرٌ. قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا
[المائدة/ ٦] ، أي: استعملوا الماء، أو ما يقوم مقامه، قال: وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ
[البقرة/ ٢٢٢] ، فدلّ باللّفظين على أنه لا يجوز وطؤهنّ إلّا بعد الطَّهَارَةِ والتَّطْهِيرِ «٢» ، ويؤكّد قراءة من قرأ:
حَتَّى يَطْهُرْنَ
«٣» أي: يفعلن الطَّهَارَةَ التي هي الغسل. قال تعالى: وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
[البقرة/ ٢٢٢] ، أي: التاركين للذنب والعاملين للصّلاح، وقال: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا
[التوبة/ ١٠٨] ، أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ
[الأعراف/ ٨٢] ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ
[التوبة/ ١٠٨] ، فإنه يعني تَطْهِيرَ النّفسِ، وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
[آل عمران/ ٥٥] ، أي: مخرجك من جملتهم ومنزّهك أن تفعل فعلهم وعلى هذا:
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
[الأحزاب/ ٣٣] ، وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ
[آل عمران/ ٤٢] ، ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ
[البقرة/ ٢٣٢] ، أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
[الأحزاب/ ٥٣] ، لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ
[الواقعة/ ٧٩] ، أي: إنه لا يبلغ حقائق معرفته إلّا من طَهَّرَ نفسه وتنقّى من درن الفساد «٤» . وقوله: إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ
[الأعراف/ ٨٢] ، فإنهم قالوا ذلك على سبيل التّهكّم حيث قال لهم: هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ [هود/ ٧٨] ، وقوله تعالى: لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ
[النساء/ ٥٧، البقرة/ ٢٥] ، أي:
مُطَهَّرَاتٌ من درن الدّنيا وأنجاسها «٥» ، وقيل: من الأخلاق السّيّئة بدلالة قوله: عُرُباً أَتْراباً [الواقعة/ ٣٧] ، وقوله في صفة القرآن:
مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ
[عبس/ ١٤] ، وقوله:
(١) الفعل مثلّث العين، يقال: طهر، وطهر، وطهر. انظر: الأفعال ٣/ ٢٧٣. [.....]
(٢) وهذا مذهب الشافعي. انظر: أحكام القرآن لإلكيا الهرّاسي ١/ ١٣٧.
(٣) وهي قراءة شعبة وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ص ١٥٧.
(٤) راجع: روح المعاني ٢٧/ ١٥٤.
(٥) قال قتادة: طهرهنّ الله من كل بول وغائط، وقذر، ومآثم. الدر المنثور ١/ ٩٨.