إذا تكلّف جرعه. قال عزّ وجلّ: يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ [إبراهيم/ ١٧] ، والجُرْعَة: قدر ما يتجرّع، وأفلت بجُرَيْعَة الذّقن «١» ، بقدر جرعة من النفس. ونوق مَجَارِيع: لم يبق في ضروعها من اللبن إلا جرع، والجَرَعُ والجَرْعَاء: رمل لا ينبت شيئا كأنّه يتجرع البذر.
[جرف]
قال عزّ وجل: عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ
[التوبة/ ١٠٩] ، يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه- أي: يذهب به-: جُرْف، وقد جَرَفَ الدهر ماله، أي: اجتاحه تشبيها به، ورجل جُرَاف: نكحة، كأنه يجرف في ذلك العمل.
[جرم]
أصل الجَرْم: قطع الثّمرة عن الشجر، ورجل جَارِم، وقوم جِرَام، وثمر جَرِيم. والجُرَامَة:
رديء التمر المَجْرُوم، وجعل بناؤه بناء النّفاية، وأَجْرَمَ: صار ذا جرم، نحو: أثمر وألبن، واستعير ذلك لكل اكتساب مكروه، ولا يكاد يقال في عامّة كلامهم للكيس المحمود، ومصدره: جَرْم، وقول الشاعر في صفة عقاب:
٩١-
جريمة ناهض في رأس نيق
«٢» فإنه سمّى اكتسابها لأولادها جرما من حيث إنها تقتل الطيور، أو لأنّه تصورها بصورة مرتكب الجرائم لأجل أولادها، كما قال بعضهم: ما ذو ولد- وإن كان بهيمة- إلا ويذنب لأجل أولاده.
- ومن جَرَم، قال تعالى: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ [هود/ ٨٩] ، فمن قرأ بالفتح «٣» فنحو: بغيته مالا، ومن ضمّ «٤» فنحو:
(١) الجريعة: تصغير الجرعة، وهو آخر ما يخرج من النفس. وقال أبو زيد: يراد أنه كان قريبا من الهلاك كقرب الجرعة من الذقن. راجع: الغريبين ١/ ٣٤١، والنهاية ١/ ٢٦١، والمجمل ١/ ١٨٤. (٢) الشطر لأبي خراش الهذلي، وعجزه: ترى لعظام ما جمعت صليبا وهو في ديوان الهذليين ٢/ ١٣٣، واللسان (جرم) ، والمجمل ١/ ١٨٤، وشمس العلوم ١/ ٣١٠، وديوان الأدب ١/ ٣٩٩. (٣) أي: فتح الياء وهو قراءة الجميع. (٤) وهو الأعمش وقراءته شاذة.