الجُوع: الألم الذي ينال الحيوان من خلّو المعدة من الطعام، والمَجَاعة: عبارة عن زمان الجدب، ويقال: رجل جائع وجوعان: إذا كثر جوعه.
[جاء]
جاء يجيء ومَجِيئا، والمجيء كالإتيان، لكن المجيء أعمّ، لأنّ الإتيان مجيء بسهولة، والإتيان قد يقال باعتبار القصد وإن لم يكن منه الحصول، والمجيء يقال اعتبارا بالحصول، ويقال «١» : جاء في الأعيان والمعاني، ولما يكون مجيئه بذاته وبأمره، ولمن قصد مكانا أو عملا أو زمانا، قال الله عزّ وجلّ: وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى [يس/ ٢٠] ، وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ [غافر/ ٣٤] ، وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ [هود/ ٧٧] ، فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ [الأحزاب/ ١٩] ، إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ [يونس/ ٤٩] ، بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي [الزمر/ ٥٩] ، فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً [الفرقان/ ٤] ، أي: قصدوا الكلام وتعدّوه، فاستعمل فيه المجيء كما استعمل فيه القصد، قال تعالى: إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ [الأحزاب/ ١٠] ، وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الفجر/ ٢٢] ، فهذا بالأمر لا بالذات، وهو قول ابن عباس رضي الله عنه «٢» ، وكذا قوله تعالى: فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ [يونس/ ٧٦] ، يقال: جاءه بكذا وأجاءه، قال الله تعالى: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ [مريم/ ٢٣] ، قيل: ألجأها، وإنما هو معدّى عن جاء، وعلى هذا قولهم:(شرّ ما أجاءك إلى مخّه عرقوب)«٣» ، وقول الشاعر:
١٠٢-
أجاءته المخافة والرّجاء
«٤»
(١) انظر: البصائر ١/ ٤١٢. (٢) وهو مرويّ عن الحسن البصريّ. راجع تفسير القرطبي، والبصائر ١/ ٤١٢. (٣) قال الميداني: يضرب للمضطر جدا، والمعنى: ما ألجأك إليها إلا شرّ، أي: فاقة وفقر، وذلك أن العرقوب لا مخّ له، وإنما يحوج إليه من لا يقدر على شيء. انظر: مجمع الأمثال ١/ ٣٥٨، وفي اللسان: عراقيب الأمور: عظامها، وصعابها وما دخل من اللبس فيها، وأمثال أبي عبيد ص ٣١٢. (٤) هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى، وشطره: وسار جاء معتمدا إلينا وهو في ديوانه ص ١٣.