ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا [طه/ ٨٧]«١» وقرئ بكسر الميم «٢» ، ومَلَكْتُ العجينَ: شددت عجنه، وحائط ليس له مِلَاكٌ. أي: تماسك وأما المَلَكُ فالنحويون جعلوه من لفظ الملائكة، وجعل الميم فيه زائدة. وقال بعض المحقّقين:
هو من المِلك، قال: والمتولّي من الملائكة شيئا من السّياسات يقال له: ملك بالفتح، ومن البشر يقال له: ملك بالكسر، فكلّ مَلَكٍ ملائكة وليس كلّ ملائكة ملكا، بل الملك هو المشار إليه بقوله: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً [النازعات/ ٥] ، فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً [الذاريات/ ٤] ، وَالنَّازِعاتِ [النازعات/ ١] ونحو ذلك، ومنه: ملك الموت، قال: وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها [الحاقة/ ١٧] ، عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ [البقرة/ ١٠٢] ، قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ [السجدة/ ١١] .
[ملأ]
المَلَأُ: جماعة يجتمعون على رأي، فيملئون العيون رواء ومنظرا، والنّفوس بهاء وجلالا. قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ [البقرة/ ٢٤٦] ، وقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ [الأعراف/ ٦٠] ، إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ [القصص/ ٢٠] ، قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ [النمل/ ٢٩] ، وغير ذلك من الآيات. يقال: فلان مِلْءُ العيونِ. أي: معظّم عند من رآه، كأنه ملأ عينه من رؤيته، ومنه: قيل شابّ مَالِئُ العينِ «٣» ، والملأ: الخلق المملوء جمالا، قال الشاعر:
٤٢٧-
فقلنا أحسني مَلَأً جهينا
«٤» ومَالَأْتُهُ: عاونته وصرت من ملئه. أي:
جمعه. نحو: شايعته. أي: صرت من شيعته، ويقال: هو مَلِيءٌ بكذا. والمَلَاءَةُ: الزّكام الذي يملأ الدّماغ، يقال: مُلِئَ فلانٌ وأُمْلِئَ، والمِلْءُ:
الْإِمْلَاءُ: الإمداد، ومنه قيل للمدّة الطويلة مَلَاوَةٌ من الدّهر، ومَلِيٌّ من الدّهر، قال تعالى:
(١) وهي قراءة نافع وعاصم وأبي جعفر. (٢) وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الميم. انظر: الإتحاف ص ٣٠٦. (٣) قال ابن منظور: وشاب مالئ العين: إذا كان فخما حسنا. اللسان (ملأ) . (٤) هذا عجز بيت، وصدره: تنادوا: يا لبهثة إذ رأونا وهو لعبد الشارق بن عبد العزى الجهني، وهو في شرح الحماسة ٢/ ٢٠، واللسان (ملأ) ، والمجمل ٣/ ٨٣٨، وشرح مقصورة ابن دريد لابن خالويه ص ٣٠٨، وتفسير الراغب ورقة ١٦٥. [.....]