رجال هذا الإسناد: ستة، وكلّهم تقدّموا في الباب الماضي، والذي قبله.
وقوله:(في خَمِيصَةٍ) تقدّم أنَّها كساء مربّع من صوف.
وقوله:(وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيِّهِ) قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ-: رَوَيناه بفتح الهمزة وكسرها، وبفتح الباء وكسرها أيضًا في غير مسلم، وبالوجهين ذكرها ثعلب، قال: ورويناه بتشديد الياء في آخره وبتخفيفها معًا في غير مسلم؛ اذ هو في رواية لمسلم بأنبجانيه مشدَّدٌ مكسورٌ على الإضافة إلى أبي جهم، وعلى التذكير كما جاء في الرواية الأخرى: "كساءً له أنبجانيًّا".
قال ثعلب: هو كلُّ ما كَثُفَ، وقال غيره: هو كساءٌ غليظٌ، لا عَلَم له، فإذا كان للكساء عَلَمٌ، فهو خميصةٌ، فإن لم يكن فهو أنبجانية.
وقال الداوديّ: هو كساءٌ غليظٌ بين الكساء والعَبَاءة.
وقال القاضي أبو عبد اللَّه: هو كساءٌ سَدَاه قُطنٌ، أو كَتّانٌ، ولُحْمَته صُوفٌ.
وقال ابن قتيبة: إنما هو منبجانيّ، ولا يقال: أنبجانيّ، منسوب إلى مَنْبِج، وفُتِحَ الباء في النسب؛ لأنه خرج مخرج الشذوذ، وهو قول الأصمعيّ، قال الباجيّ: ما قاله ثعلب أظهر، والنسب إلى مَنِبج منبجيّ. انتهى (٢).
وقوله:(فَإِنَّهَا أَلْهَتْنى) أي شَغَلتني، وهو من الإلهاء، وثلاثيّه: لَهِي الرجل عن الشيء بالكسر يَلْهَي، من باب تَعِب: إذا غَفَلَ، وأما لَهَا يلهو: إذا لَعِبَ، فهو من باب نصر ينصر.
وقوله:(آنِفًا) أي قريبًا، وهو مأخوذ من ائتناف الشيء: أي ابتدائه، وكذا الاستئناف، ومنه أنف كلّ شيءٍ، وهو أوّله، ويقال: قلت آنفًا وسالفًا، وانتصابه على الظرفيّة، قال الأزهريّ: استأنفت الشيءَ: إذا ابتدأته، وفعلت الشيء آنفًا، أي في أول وقت يقرب مني (٣).
وقوله:(فِي صَلَاتِي) وفي نسخة: "عن صلاتي"، قال في "الفتح": قوله: