٦١ - (ومنها): أن قول المرء: "اللَّهُ ورسوله أعلم" ليس بخطاب، ولا كلام، ولا يحنث به من حلف أن لا يكلم آخر إذا لم ينو به مكالمته، وإنما قال أبو قتادة ذلك لَمّا ألحّ عليه كعب، وإلا فقد تقدم أن رسول ملك غسّان لمّا سأل عن كعب جعل الناس يشيرون له إلى كعب، ولا يتكلمون بقولهم مثلًا: هذا كعب؛ مبالغةً في هجره، والإعراض عنه، واللَّه تعالى أعلم.
ذكر هذه الفوائد النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "شرحه"(١)، والحافظ في "الفتح"(٢)، والعينيّ في "عمدته"(٣)، واللَّه تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أوّلَ الكتاب قال:
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ) القشيريّ مولاهم، أبو عبد اللَّه النيسابوريّ، ثقةٌ حافظ عابد [١١](ت ٢٤٥)(خ م د ت س) تقدم في "المقدمة" ٤/ ١٨.
٢ - (حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى) اليماميّ، أبو عمر، سكن بغداد، ووَلِي قضاء خراسان، ثقةٌ [٩] مات ببغداد سنة (٢٠٥) وقيل: بعد ذلك (خ م د ت س) تقدم في "الإيمان" ٨١/ ٤٣٧.
٣ - (اللَّيْثُ) بن سعد بن عبد الرحمن الْفَهْميّ، أبو الحارث المصريّ، ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ إمامٌ مشهورٌ [٧](ت ١٧٥)(ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ٢ ص ٤١٢.
٤ - (عُقَيْلُ) -بالضمّ، مصغّرًا- ابن خالد بن عَقِيل -بالفتح- الأَيْليّ، أبو خالد الأُمويّ مولاهم، ثقةٌ ثبت، سكن المدينة، ثم الشام، ثم مصر [٦](ت ١٤٤) على الصحيح (ع) تقدم في "الإيمان" ٨/ ١٣٣.
و"ابنُ شهاب" ذُكر قبله.
وقوله:(بِإِسْنَادِ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَوَاءً)؛ يعني: أن عُقيلًا روى هذا