فقال: لَلَّه أشدّ فرحًا. . ." الحديث (١)، واللَّه تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
[تنبيه]: أشار البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "صحيحه" إلى أنه وقع اختلاف في إسناد هذا الحديث، حيث قال بعد إخراج الحديث من طريق أبي شهاب عن الأعمش ما نصّه: تابعه أبو عوانة، وجرير عن الأعمش، وقال أبو أسامة: حدّثنا الأعمش، حدّثنا عمارة، سمعت الحارث، وقال شعبة، وأبو مسلم عن الأعمش، عن إبراهيم التيميّ، عن الحارث بن سُويد، وقال أبو معاوية: حدّثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد اللَّه، وعن إبراهيم التيميّ عن الحارث بن سُويد، عن عبد اللَّه. انتهى كلام البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (٢).
قال في "الفتح": قوله: "تابعه أبو عوانة" هو الوضاح، وجرير هو ابن عبد الحميد، عن الأعمش، فأما متابعة أبي عوانة فوصلها الإسماعيليّ من طريق يحيى بن حماد، عنه، وأما متابعة جرير فوصلها مسلم، وقد ذكرت اختلاف لفظها.
قوله: "وقال أبو أسامة" -هو حماد بن أسامة- حدّثنا الأعمش، حدّثنا عمارة، حدّثنا الحارث -يعني: عن ابن مسعود- بالحديثين، ومراده أن هؤلاء الثلاثة وافقوا أبا شهاب في إسناد هذا الحديث، إلا أن الأوَّلين عنعناه، وصرّح فيه أبو أسامة، ورواية أبي أسامة وصلها مسلم أيضًا، وقال مثل حديث جرير.
قوله: "وقال شعبة، وأبو مسلم" زاد المستملي في روايته عن الفِرَبْريّ: اسمه عبيد اللَّه؛ أي: بالتصغير، كوفيّ، قائد الأعمش، قلت (٣): واسم أبيه سعيد بن مسلم، كوفيّ ضعفه جماعة، لكن لمّا وافقه شعبة ترخص البخاري في ذِكره، وقد ذكره في "تاريخه"، وقال: في حديثه نظر، وقال العقيليّ: يُكتب حديثه، ويُنظر فيه، ومراده أن شعبة وأبا مسلم خالفا أبا شهاب، ومن تبعه في