أُكِل لحمُه فعُراقٌ، أو كِلاهُما لكِلَيْهِما. انتهى (١).
(فَدَخَلَتْ)؛ أي: في بيت عائشة - رضي الله عنها - (فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي خَرَجْتُ)؛ أي: لقضاء حاجتي، (فَقَالَ لِي عُمَرُ) - رضي الله عنه - (كَذَا وَكَذَا) كناية عن قوله: "ألا عرفناك يا سودة"، وقوله:"يا سودة والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين؟ "(قَالَتْ) عائشة - رضي الله عنها - (فَأُوحِيَ إِلَيْهِ) بالبناء للمفعول؛ أي: أوحى، الله - عَزَّ وَجلَّ - إليه - صلى الله عليه وسلم - (ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ) بالبناء للمفعول أيضًا؛ أي: أقلع عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الوحي، (وَإِنَّ الْعَرْقَ فِي يَدِهِ) جملة حاليّة، وقولها:(مَما وَضَعَهُ) مؤكّد للجملة قبله؛ أي: ما وضع - صلى الله عليه وسلم - الْعَرْق من يده على الأرض، (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - مبيّنًا لِمَا أوحي إليه في ذلك الوقت ("إِنَّهُ) الضمير للشأن، وهو ضمير تفسّره الجملة بعده، كما قال ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - في "الكافية الشافية":
(قَدْ أُذِنَ) بالبناء للمفعول؛ أي: أذِنَ الله تعالى، وقال في "العمدة": قوله: "قد أُذِن" مقول القول، وهو على صيغة المجهول، والآذن هو الله تعالى، وبُني الفعل على صيغة المجهول؛ للعلم بالفاعل (٢). (لَكُنَّ) أيتها الأزواج الطاهرات (أَنْ تَخْرُجْنَ) بفتح أوله، وضمّ ثالثه؛ أي: في خروجكنّ من بيوتكنّ، قال في "العمدة": أصله: بأن تخرجن، و"أن" مصدرية، والتقدير: بخروجكنّ (٣). (لِحَاجَتِكُنَّ")؛ أي: لقضاء حاجتكنّ من البول، ونحوه، وهو متعلّق بـ"تخرُجن".
وقال الداوديّ: قوله: "قد أُذِن أن تخرجن" دالّ على أنه لم يُرَدْ هنا